سورة الحجر - تفسير تفسير البغوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الحجر)


        


قوله تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ} أي: في بساتين وأنهار.
{ادْخُلُوهَا} أي: يقال لهم ادخلوا الجنة {بِسَلامٍ} أي: بسلامة {آمِنِينَ} من الموت والخروج والآفات.
{وَنَزَعْنَا} أخرجنا {مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ} هو الشحناء والعداوة والحقد والحسد، {إِخْوَانًا} نصب على الحال {عَلَى سُرُرٍ} جمع سرير {مُتَقَابِلِينَ} يقابل بعضهم بعضا، لا ينظر أحد منهم إلى قفا صاحبه.
وفي بعض الأخبار: إن المؤمن في الجنة إذا وَدَّ أن يلقى أخاه المؤمن سار سرير كل واحد منهما إلى صاحبه فيلتقيان ويتحدثان.
{لا يَمَسُّهُمْ} لا يصيبهم {فِيهَا نَصَبٌ} أي: تعب {وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ} هذه أنصُّ آية في القرآن على الخلود.
قوله تعالى: {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} قال ابن عباس: يعني لمن تاب منهم.
وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يومًا على نفر من أصحابه وهم يضحكون، فقال: «أتضحكون وبين أيديكم النار» فنزل جبريل عليه السلام بهذه الآية، وقال: «يقول لك ربك يا محمد لِمَ تقنط عبادي من رحمتي».


{وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الألِيمُ} قال قتادة: بلغنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: «لو يعلم العبد قدر عفو الله لما تورع عن حرام، ولو يعلم قدر عذابه لبخع نفسه».
أخبرنا عبد الواحد المليحي، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي، أخبرنا محمد بن يوسف، حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن، عن عمرو بن أبي عمرو، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله خلق الرحمة يوم خلقها مائةَ رحمةٍ، فأمسك عنده تسعًا وتسعين رحمة، وأرسل في خَلْقِهِ كلهم رحمةً واحدة، فلو يعلمُ الكافر بكل الذي عند الله من الرحمة لم ييئس من الجنة، ولو يعلمُ المؤمن بكل الذي عند الله من العذاب لم يأمن من النار».
قوله تعالى: {وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ} أي: عن أضيافه. والضيف: اسم يقع على الواحد والاثنين والجمع والمذكر والمؤنث، وهم الملائكة الذين أرسلهم الله تعالى ليبشروا إبراهيم عليه السلام بالولد، ويهلكوا قوم لوط.
{إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلامًا قَالَ} إبراهيم: {إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ} خائفون لأنهم لم يأكلوا طعامه.
{قَالُوا لا تَوْجَلْ} لا تخف {إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ} أي: غلام في صِغَرِه، عليم في كبره، يعني: إسحاق، فتعجب إبراهيم عليه السلام من كبره وكبر امرأته.
{قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي} أي: بالولد {عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ} أي: على حال الكبر، قاله على طريق التعجب {فَبِمَ تُبَشِّرُونِ} فبأي شيء تبشرون؟ قرأ نافع بكسر النون وتخفيفها أي: تبشرون، وقرأ ابن كثير بتشديد النون أي: تبشرونني، أدغمت نون الجمع في نون الإضافة، وقرأ الآخرون بفتح النون وتخفيفها.


{قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ} أي بالصدق {فَلا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ}.
{قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ} قرأ أبو عمرو والكسائي ويعقوب: بكسر النون، والآخرون بفتحها، وهما لغتان: قَنِطَ يَقْنَط، وقَنَطَ يَقْنِط أي: من ييئس {مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلا الضَّالُّونَ} أي: الخاسرون، والقنوط من رحمة الله كبيرة كالأمن من مكره.
{قَالَ} إبراهيم لهم {فَمَا خَطْبُكُمْ} ما شأنكم {أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ}؟
{قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ} مشركين.
{إِلا آلَ لُوطٍ} أتباعه وأهل دينه، {إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ} خفف الجيم حمزة والكسائي، وشدده الباقون.
{إِلا امْرَأَتَهُ} أي: امرأة لوط، {قَدَّرْنَا} قضينا {إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ} الباقين في العذاب، والاستثناء من النفي إثبات، ومن الإثبات نفي، فاستثنى امراة لوط من الناجين فكانت ملحقة بالهالكين.
قرأ أبو بكر {قدرنا} هاهنا وفي سورة النمل بتخفيف الدال. والباقون بتشديدها.

2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9